من هي ليا زوجة أيوب علية السلام
من هي ليا
من هي ليا في الإسلام
ليا زوجة يعقوب
هل زوجة سيدنا أيوب أخت سيدنا يوسف
ليا حفيدة سيدنا يوسف
سنتحدث اليوم عن سيدة عظيمة يضرب بها المثل في التضحية لأجل الزوج ويقتدى بها وبزوجها في الصبر سيدة عرفت بجمالها الذي وهبه الله لها وبإيمانها العظيم بالله , هي ليا او رحمة (بالعربية) زوجة النبي أيوب عليه السلام , وسنعرف من هي ليا ولماذا عرفت هي وزوجها بالصبر.
من هي ليا ؟
هي ليا أو رحمة بنت أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام ؛ إلا أنه هناك بعض الخلاف حول الاسم بشكل محدد ؛ وان كان ترجيح لاسم رحمة او رحيمة ؛ وهي زوجة نبي الله أيوب عليه السلام وهو النبي الذي تضرب به الامثال في الصبر ؛ ولكن من ينظر لنسبها فهي سليلة بيت نبوة يعرف كيف تربت لتصبح ماكانت عليه من صبر على البلاء ومراعاة ومساندة زوجها.
حياة ليا قبل الابتلاء :
كان سيدنا أيوب عليه السلام أحد أغنياء الأنبياء ، وكانت ليا زوجة أيوب تعيش في نعيم وجنات وعيون، وذلك في بلاد الشام ، كانت ليا قد آمنت مع أيوب وبدعوته، فقد كان أيوب عليه السلام براً تقيا رحيما ، يحسن إلى المساكين ، ويكفل الأيتام والأرامل ، وكان شاكرا لأنعم الله عليه، مؤديا لحق الله عز وجل، وكان لسيدنا أيوب له أولاد وأهلون كثير، وكانت زوجته ليا ترفل في النعيم ، شاكرة عابدة عارفة حق الله على العباد في الشكر، فقد كانت تكثر الحمد والشكر والثناء على الله عز وجل، إذ رزقها من البنين والبنات ما تقر به عينها ولا تحزن، وأوسع عليه وعلى زوجها من الرزق شيئا مباركا، وفضلهما على كثير من خلقه.
مواساة ليا لزوجها أيوب :
ظل نبي الله في نعم الله سبعين سنة ؛ ولكن بعد ذلك ذهب ماله واولاده جميعا واملاكه كلها.
كان سيدنا ايوب قد ابتلى في جسده ومسه الضر وطال بلاؤه ومرضه أياما وأعواما ولم يبقى به شيء سليم الا قلبه ولسانه ومع ذلك كان صابرا على مااصابه لقوله تعالى : { إنا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب }
تحولت حياته من الغنى الى الفقر وفقد أولاده وهجره كل الناس إلا زوجته بقيت تحنو عليه وصبرت صبرا جميلا فقد تعودت أن تكل أمرها الى الله
وصفها الامام إبن كثير رحمه الله بقوله : الصابرة ؛ المحتسبة ؛ المكابدة ؛ الصديقة البارة ؛ و الراشدة رضي الله عنها.
كانت زوجة سيدنا ايوب زوجة صالحة فلم تترك زوجها في وقت الشدة والمرض في الوقت الذي تركه كل الناس وكان صبرها على هذا البلاء بسبب إيمانها بالله فكانت تخدمه وتعمل عند الناس وتخدمهم مقابل الطعام وكانت لاتفارقه صباحا ولا مساءا إلا لخدمة الناس ثم تعود لخدمته ورعايته .
بيع الزوجة لضفائر شعرها :
بعد أن كانت زوجة أيوب عليه السلام تعمل في خدمة الناس مقابل الطعام رفض الناس أن تخدمهم خوفا من أن تصيبهم بمرض زوجها وعندما لم تجد أحد تخدمه قامت ببيع إحدى ضفائرها مقابل الطعام وأحضرته الى سيدنا أيوب ولما إشتد بها الامر باعت ضفيرتها الاخرى.
موقف سيدنا أيوب من فعل زوجته :
حين علم سيدنا أيوب أن زوجته باعت ضفيرتي شعرها لمساعدته والانفاق عليه ؛ تألم كثيرا وحزن ورق للحال التي وصلت إليه زوجته عند ذلك آثر أن يدعوا الله تعالى ليكشف عنهم البلاء الذي جعل زوجته تعمل اي شيء مما أحله الله تعالى لمساعدة زوجها وحتى يتجاوز هذا الامتحان بكامل الصبر والاحتساب .
دعاء سيدنا أيوب بالشفاء :
ولما اشتد الابتلاء على سيدنا أيوب عليه السلام دعا الله {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
واستجاب الله لدعاء سيدنا أيوب ..
وفي يوم خرجت زوجته وتركته وتأخرت عليه فأوحى الله إلى سيدنا أيوب {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} وضرب سيدنا أيوب الأرض بقدمه فظهر منها عين من الماء فأغتسل فيها وشرب منها حتى ذهب ما به من ضر وأذى وشفاه الله تعالى..
وعندما كان يغتسل بالماء أرسل الله إليه أعداد كبيرة من الجراد من السماء وهي الحشرة المعروفه ولكنها كانت من الذهب الخالص .. ولما رأى أيوب الجراد وهو يتساقط عليه اخد يجمع ويضعه في ثيابه ..
فقيل له : يا أيوب ألم أكن اغنيتك عما ترى؟
قال : بلى يارب ولكن لاغنى لي عن بركتك.
وهكذا عوض الله صبر سيدنا أيوب فرد إليه صحته وجسده ورزقه الله بالمال الكثير استجابة لدعاء نبي الله من الله تعالى.
وعندما جاءت زوجة سيدنا أيوب ورأته لم تعرفه وقالت له : هل رأيت نبي الله أيوب؟ قال لها : أنا أيوب وقد شفاني الله ورد لي عافيتي وجسدي..
و رد الله تعالى إلى أيوب زوجته وزاد في شبابها حتى ولدت له ستًا وعشرون ولدًا وهذه رحمة من الله لنبيه لصبره وإيمانه وثباته وعبرة لغيره ليعلموا أن جزاء الصبر الفرج ولو بعد وقت طويل .
في نهاية هذا البلاء اكرم الله نبيه عليه السلام من البنين مثل ماكان لديه وذلك مصداق لقوله تعالي : {ووهبنا له اهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب }
وكانت زوجته صالحة وصابرة معه في هذه المحنة ولم تتغير ولم تتبدل على زوجها نعم الزوجة المطيعة وجزاها الله وزوجها خير الجزاء على صبرهم .
وفاتها :
قال بعض العلماء ان ليا توفت في حياة أيوب وقال البعض الأخر انها عاشت بعده قليلاً ، وماتت وتم دفنها في بلاد الشام والله اعلم .