0 تصويتات
بواسطة (71.8ألف نقاط)

الموضوع الثاني

" الحقيقة المفرطة في الوضوح تكف عن أن تكون حقيقة. انطلاقا من القولة، بين (ي) ما الذي يجعل البداهة معيارا غير كاف لبلوغ الحقيقة.

المقدمة:

إن مفهوم الحقيقة، كما يتجلى في القولة الفلسفية "الحقيقة المفرطة في الوضوح تكف عن أن تكون حقيقة"، يندرج ضمن المجال الإشكالي لمجزوءة المعرفة، وتحديدا ضمن مفهوم الحقيقة. يشير مفهوم الحقيقة إلى المسألة المعرفية المتعلقة ببلوغ المعرفة الصحيحة والدقيقة للأشياء، إذ تسلط القولة الضوء على قضية البداهة كمعيار للحقيقة الشيء الذي يضعنا أمام مجموعة من الإشكالات من قبيل: هل الوضوح والبداهة معيار كاف لبلوغ الحقيقة؟ أم أن الحقيقة تتطلب معايير أخرى أكثر تعقيدا؟

التحليل:

قبل الخوض في المضمون المعرفي للقولة ينبغي في البداية الوقوف عند أهم المفاهيم المؤسسة للقولة حتى يتسنى لنا فهمها. هكذا نجد مفهوم "الحقيقة" الذي يدل على المعرفة المتوافقة مع الواقع، ومفهوم "البداهة" الذي يتحدد باعتباره وضوح الفكرة واستقامتها بحيث لا تحتاج إلى برهان. 

يمكن القول إجمالا أن القولة تراهن على فكرة مفادها أن الحقيقة التي تكون مفرطة في الوضوح قد تكف عن أن تكون حقيقة، وذلك كأطروحة فلسفية تدل على أن الوضوح والبداهة ليسا كافيين للوصول إلى الحقيقة المطلقة.

يلاحظ أن صاحب القولة اعتمد على بعض الأساليب الحجاجية والروابط المنطقية اللغوية. افتتح القولة بجملة تفيد الإثبات "الحقيقة المفرطة في الوضوح" ثم يليها بجملة ثانية تفيد النفي تكف عن أن تكون حقيقة"، مما يعطي للقولة متانة وتماسكا منطقيا وسلاسة في لغة الخطاب.

المناقشة: 

بصفة عامة، لقد أكد صاحب القولة من خلال أطروحته على أن الوضوح المفرط قد يكون مضللاً، ولكن هل استطاعت الأطروحة المتضمنة في القولة الإجابة بشكل قطعي على الإشكال المطروح؟ وهل يعتبر هذا الرأي الوحيد المتداول في الساحة الفكرية؟ في هذا الصدد، نجد مواقف أخرى قاربت هذا الموضوع وتناولته بالدراسة والتحليل من زاويا أخرى.

نجد على سبيل المثال الفيلسوف ديكارت الذي يرى أن البداهة والوضوح معياران أساسيان للوصول إلى الحقيقة حيث يقول في منهجه الفلسفي "لا أقبل أي شيء على أنه صحيح ما لم يكن واضحًا ومتميزا في ذهني". لكن هذا الموقف تعرض للنقد من قبل فلاسفة آخرين مثل هيوم الذي يعتبر أن التجربة الحسية والعقل النقدي هما أساس بلوغ الحقيقة، وأن الاعتماد على البداهة قد يؤدي إلى أخطاء معرفية.

التركيب على سبيل الختم، يمكن القول إن قضية الحقيقة والبداهة معقدة ومتعددة الأبعاد، حيث تعتمد على السياق الفلسفي والمعرفي البداهة قد تكون خطوة أولية في طريق البحث عن الحقيقة، لكنها ليست المعيار الوحيد أو الكافي. وإلى أي حد يمكن اعتبار البداهة معيارا موثوقا به؟

أما فيما يتعلق بوجهة نظري الشخصية، أرى أن الحقيقة تتطلب مقاربة شاملة تتضمن البداهة التجربة، والتحليل النقدي. ولذلك، يمكن القول إن الحقيقة المفرطة في الوضوح قد تكون مضللة إذا لم تدعم بأدلة وتجارب ملموسة.

سؤال مفتوح

هل يمكن أن توجد حقيقة مطلقة تتجاوز حدود الوضوح والبداهة، وتعتمد على مقاييس متعددة ومعقدة؟

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (71.8ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
حل الموضوع الثاني " الحقيقة المفرطة في الوضوح تكف عن أن تكون حقيقة." انطلاقا من القولة، بين (ي) ما الذي يجعل البداهة معيارا غير كاف لبلوغ الحقيقة.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك في موقع الافق، لمعرفة الإجابات والحلول لكل أسئلتك واستفساراتك، حيث يمكنك طرح الأسئلة من خلال زر طرح سؤال وانتظار الإجابة عليها من قبل إدارة الموقع أو من قبل المستخدمين الآخرين مع إمكانية الإجابة على أسئلة الغير.

التصنيفات

...